قال ابن حجر الهيثمى رحمه الله :
اعلم أن الذى أجمع عليه أهل السنة والجماعة أنه يجب على كل مسلم تزكية جميع
الصحابة بإثبات العدالة لهم , والكف عن الطعن فيهم والثناء عليهم فقد أثنى
الله سبحانه وتعالى عليهم فى آيات من كتابة منها قوله تعالى : { كنتم خير
أمة أخرجت للناس .. آل عمران : 110 } فأثبت الله تعالى لهم الخيرية على
سائر الأمم ولا شئ يعادل شهادة الله تعالى لهم بذلك بل لا يعلم ذلك غيره
تعالى فإذا شهد الله تعالى فيهم بأنهم خير الأمم وجب على كل أحد اعتقاد ذلك
والإيمان به وإلا كان مكذبا لله تعالى فى أخباره ولا شك أن من ارتاب فى
حقيقة شئ مما أخبر به الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم كان كافرا
بإجماع المسلمين , ومنها قوله تعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا
شهداء على الناس .. البقرة : 143 } والصحابة _ رضوان الله عليهم أجمعين _
فى هذه الآية والتى قبلها هم المشافهون بهذه الخطاب على لسان رسول الله صلى
الله عليه وسلم حقيقة , فانظر إلى كونه تعالى خلقهم عدولا وخيارا ليكونوا
شهداء على بقية الأمم يوم القيامة وحينئذ فكيف يستشهد الله تعالى بغير عدول
أو بمن ارتدوا بعد وفاة نبيهم صلى الله عليه وسلم إلا نحو ستة أنفس منهم
كما زعمته الرافضة قبحهم الله ولعنهم وخذلهم , ما أحمقهم وأجهلهم وأشهدهم
بالزور والافتراء والبهتان .